الثلاث عشرة سنة استقبلوا العدة وكانت حجة (?) أبي بكر سنة تسع في ذي القعدة وكذلك كانوا حجوا في ثمان ثم استقبل النبي -عليه السلام- (?) ذي الحجة فذلك قوله: "إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السماوات والأرض".
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ} نزلت في شأن غزوة تبوك (?) استنفرهم رسول الله حالة العسرة والجدب والزمان زمان قيظ والشدة بعيدة والعدو الروم، فتثاقل المؤمنون وتكاسل المنافقون وتخوفوا مثل يوم مؤتة الذي قتل فيه زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في خلاصة المؤمنين واثقًا بالله متوكلًا عليه حتى انتهى إلى تبوك فلم يجد من يقابله، وخرج إليه رئيس البلدة مستسلمًا والتزم الجزية، وكذلك التزم الجزية أهل خربا وأدرح، وأرسل رسول الله (?) خالد بن الوليد إلى دومة الجندل فصادف صاحبها متصيدًا مع نفر يسير وهو أكيدر بن عبد الملك الكندي من أبناء الملوك، فأخذه وجاء به إلى رسول الله (4) فمنَّ عليه وأطلقه بعد أن التزم الجزية، ثم رجع (?) رسول الله على رغم المنافقين إلى المدينة سالمًا غانمًا مظفرًا بفضل الله ورحمته {مِنَ الْآخِرَةِ} أي: بدلًا منها وعوضًا {فِي الْآخِرَةِ} في قياس الآخرة ومقابلتها، وكان -عليه السلام- (?) قد استخلف على المدينة في هذه الغزوة علي بن أبي طالب. عن مصعب بن سعد عن أبيه أن النبي -عليه السلام- (6) قد خلف عليًا في غزوة تبوك وقال: يا رسول الله، أتخلفني في النساء والصبيان؟! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى -عليه السلام- غير أنه لا نبي بعدي" أخرجه مسلم والبخاري وأبو عيسى (?).