{اسْتَحَبُّوا} اختاروا وارتضوا.
{وَعَشِيرَتُكُمْ} قرابتكم (?)، {كَسَادَهَا} أراد ضد الرَّواج {بِأَمْرِهِ} بفتح مكة عن مجاهد (?)، ويحتمل أنها نزلت بعد فتح مكة، والأمر الموعود فتح تبوك أو تخريب مسجد ضرار أو صدّ المشركين عن المسجد الحرام أو الموت الذي لا بدّ منه.
{لَقَدْ نَصَرَكُمُ} لما فرغ رسول الله من فتح مكة وكسر الأصنام ورجع إليه خالد وسائر السرايا قصد إلى حنين، وحنين وادٍ بين مكة والطائف، فقصد إلى حنين يغزو العرب كانوا تجمعوا لقتاله ثلاثين ألفًا من هوازن وثقيف وهلال وجشم يقودهم مالك بن عوف النضري، وكان حمل مع نفسه دريد بن الصمة الجشمي براية، وكان دريد معروفًا بالبأس والنجدة وأصالة الرأي، وكان قد بلغ مائة وعشرين سنة وذهب بصره، وحمله مالك مع نفسه، وكلّف الناس على حمل البيوت والأثقال إلى المعركة، فلما نزلوا ببعض المنازل سمع دريد جلبة وأصواتًا مختلفة فسأل مالك عنها، فقال: هذه أصوات الصبيان والنساء يختلف الناس على حمل بيوتهم إلى المعركة ليقاتلوا فيها ويحموها عن النهب والسلب، قال دريد: بئس الرأي ما رأيت يا مالك، فإن هؤلاء يزيدون المقاتلين شغلًا وخوفًا وفشلًا وجبنًا، فلم يلتفت مالك إلى قول دريد، حتى إذا كان يوم اللقاء جاء بأجفان سيوف الناس إلى دريد وهو في الخيمة، وقال دريد: ما هذه؟ قال: هذه أجفان السيوف أخذتها لأكسرها إذا اشتد الأمر، قال دريد: ولماذا تكسرها؟ قال: ليعلموا أنه لا سبيل إلى غمدها وإلى الانهزام، فضحك دريد وقال: يا مالك، إنك راعي الغنم فشأنك به ودع