يقول؟ قال علي: سترى (?) ما يكون، فخرج أبو سفيان فضرب إحدى يديه على الأخرى وقال: آجرت بين الناس ورجع إلى مكة، وقال: آجرت بين الناس، قالوا: كيف؟ فأخبرهم بالقصة، قالوا: لم تفعل شيئًا، وإنما استهزأ بك علي، ثم سار رسول الله في جيوشه إلى مكة ولم يلق أحدًا مقبلًا ولا مدبرًا إلا حبسه لئلا يخبر أهل مكة بسيره إليهم، فخرج أبو سفيان متجسسًا أخبارهم فلقيه العباس في جوف الليل وأجاره وأردفه خلفه على بغلة رسول الله -عليه السلام- (?) حتى أدخله عليه - صلى الله عليه وسلم -، وأحسّ به عمر فسابقه إلى النبي -عليه السلام-، فسبقه وحال بينه وبين أبي سفيان ثم ردَّه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى مكة.

فلما كان ببعض الطريق أمر عباسًا ليتبعه فيحبسه على الطريق ليمر به كتائب العسكر، فلما لحقه العباس خافه أبو سفيان على نفسه وقال: أغدرًا يا بني هاشم؟ قال: كلا ولكن أبصر كتائبنا (?)، وكان كلما مرّ عليه كتيبة، قال: أفى هؤلاء محمَّد؟ وكان عباس يقول: لا، هؤلاء بنو فلان وهؤلاء بنو فلان حتى مر رسول الله (?) كالبدر المنير تحت المغفر في ثلاثة آلاف فارس من الأنصار متكفرين بالسلاح.

وأسلم أبو سفيان، فقال عباس: يا رسول الله إن أبا سفيان رجل يحب الصيت فاجعل له شيئًا يفتخر به، قال رسول الله -عليه السلام-: "من دخل دار أبي سفيان فهو آمن"، وانصرف أبو سفيان إلى مكة ونادى: من دخل داري فهو آمن، فقامت إليه امرأته هند وأخذت بشاربه وقالت: اقتلوا هذا الخبيث، فضربوه ضربًا شديدًا.

وكان خالد بن الوليد على الميمنة فاستقبله جمع من المشركين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015