قال: لأن سورة التوبة آخر القرآن نزولًا، وقصتها تشبه بقصة سورة الأنفال، فقبض رسول الله -عليه السلام- (?) ولم يبين لنا حكمها فقرنَّا بينهما، ولم نكتب بسم الله الرحمن الرحيم (?).
وكذلك روى القاضي أبو عاصم عن أبي بن كعب. وهي ماية وثلاثون آية في غير عدد الكوفة (?).
{بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّه} إن الله كان قد أنزل على نبيه -عليه السلام- في أول ما أنزل بالمدينة قوله: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ} [الأنفال: 58]، فكانت ذمم (?) النبي -عليه السلام- (?) منعقدة على هذه الشريطة، فلما فتح الله مكة وانسلخ شهر رمضان ودخل أشهر الحج الأكبر (?) وكثر من القبائل مكرها وغدرها ونكثها أمر الله تعالى نبيه أن ينبذ إليهم عهودهم ويعلمهم ذلك ليكونوا على سواء، وأمرهم أن يردّوا العهود الزائدة على أربعة أشهر إلى أربعة أشهر، ويرفع العهود الناقصة إلى أربعة أشهر أوّلها غرّة شوال، وقيل: أولها يوم الحج الأكبر وذلك اليوم العاشر من ذي القعدة كان الموسم انتقل إلى ذلك الوقت بنسيء الكفار، وآخرها انسلاخ الأشهر الأربعة المحرمة بالذمة والعهد، وقيل: انسلاخ الأشهر الحرم انسلاخ رجب، كان قد بقي من مدة بني ضمرة وهم من كنانة تسعة أشهر