يأجوج ومأجوج، {أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا} معطوف على قوله {إِيمَانِهَا} إذ هو فعل في الحقيقة، والمعنى لا ينفع إيمان كافر ولا عمل مؤمن بعد المعاينة.
{إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ} يتناول اليهود وأرباب الأهواء والمصلين إلا المتمسكين بالكتاب والسنة، {لَسْتَ مِنْهُمْ} أي: لا يجمعك وإياهم شيء من أسباب الموالاة، ثم أرجأ أمرهم إلى الله على سبيل التهديد.
{أَمْثَالِهَا} ثوابها والمماثلة نفع بالحسن وبكونها فرضية.
وإنما حسن عطف المحيا والممات على الصلاة والنسك لمعنيين؛ أحدهما: أن الإضافة إضافه ملك فكلها مملوك لله تعالى مخلوق له موجود بمشيئته وإنشائه وتسببه، والثاني: أراد بالمحيا ما يوجد في الحياة من نية صالحة وهمة محمودة، وما يوجد من التأهب للموت والاستعداد له. و (المحيا) يجوز أن يكون مصدرًا كالمركب والمشعر ويجوز أن يكون اسمًا كالملبس والمطعم.
{أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} في عصره.
{خَلَائِفَ} جمع خليفة، {وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ} أي: في المعيشة، وقيل: في العلم والسيرة، وإنما قال: {إِنَّ رَبَّكَ} لأن المخاطب هو رسول الله يدل عليه ما قبله {قُلْ} ثم ذكر الأحكام. وقوله: {إِنَّ رَبَّكَ} خارج عن ذلك الحكم صادر على أصل الخطاب والوصف بسريع العقاب لا يضاد الوصف بالحليم؛ لأن السرعة غير العجلة تدل عليه أن العجلة لا تدع الرجل أن يمهل من القلق والضجر، وأما السرعة فلا تمنعه من الإمهال ولكنه إذا ابتدأ بالأمر لم يبطئه شيء، والله أعلم.
***