الَّذِينَ كَفَرُوا} المشركون {أَنْ (?) سَخِطَ اللَّهُ} بيان لما قدمت {لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ} أي: إن حلوا محل المسخوط عليهم بكسبهم خصالًا لا يرضاها الله تعالى و (السخط): الغضب وفيه معنى الكراهية {وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ} نزلت في المنافقين من أهل الكتاب لأنه نفي إيمانهم به وبالنبي -عليه السلام- وما في شأن الجميع والشعبي موسى -عليه السلام- أو عيسى -عليه السلام-.

{لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً} في اليهود والمشركين على العموم {وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً} النصارى على العموم وقيل: جماعة مخصوصة من النصارى وهم أصحاب النجاشي. عن ابن عباس وابن جبير ومجاهد والسدي (?)، وقال قتادة (?): هم قوم كانوا على دين عيسى -عليه السلام- آمنوا بنبينا -عليه السلام- اثنان وثلاثون من الحبشة قدموا مع جعفر الطيار وثمانية من الشام وأربعون من نجران، {مَوَدَّةً} محبة ذلك إشارة إلى وجودهم وقربهم {قِسِّيسِينَ} جمع قسيس وهو العالم (?) بلغة الروم، والقس في لغة العرب تتبع الخير والقساس التمام (?) {وَرُهْبَانًا} جمع راهب وأنهم أي النصارى.

{وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ} صفة الذين قدموا على النبي -عليه السلام- وأسلموا ويجوز أن يجاب إذا بفعل المستقبل. قال الله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ (14)} [الصافات: 14] {تَفِيضُ} تمتلىء مع السيلان، يقال للخبر الفاشي فائض ومستفيض و {الدَّمْعِ} ماء العين من فرحٍ كان أم حزن، ويحتمل (?) أنهم بكوا فرحًا لإدراك النبي -عليه السلام- ويحتمل خوفًا على إفراطهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015