أخذ الله بقوله علينا (?) قوله: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} [الأعراف: 172] وقيل: الخطاب للمؤمنين من اليهود، و (الميثاق) ما أخذ الله عليهم في التوراة (?)، وقيل: الخطاب لأصحاب الشجرة أو لأصحاب العقبة، والميثاق هي البيعة المأخوذة منهم {بِذَاتِ الصُّدُورِ} الضمائر، سمي للعرض هاهنا ذا جوهر، والجوهر في سائر المواضع ذا عرض فقال سبحانه وتعالى: {حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ} [النمل: 60] و {ذَاتِ قَرَارٍ} [المؤمنون: 50] و {ذَاتِ الشَّوْكَةِ} لاتساع لفظ (ذا) وإطلاقه على جميع ما ينطلق عليه اسم الشيء؛ وهو إذا أضيف إلى شيء أعربه وخرج عن كونه مشارًا إليه، وهو عند الإضافة هو المضاف إليه في الحقيقة دون ما أضيف إليه.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} نزلت في النبي -عليه السلام- ذهب إلى اليهود يستقرضهم شيئًا في تحمل الدية فهمّوا بقتله فأنزل الله (?)، وقيل: هي في صدّ قريش، و (العدل مع الكفار) أن لا يجاوزوا بالمثلة وقتل (?) النساء والصبيان، والمقابلة بالبهتان {هُوَ} عائد إلى القتل، والتفضيل وقع على غير العدل مما ذكرنا.
{وَعَدَ اللَّهُ} المغفرة والأجر العظيم، وإنما ارتفع على الابتداء أو على أنه خبر اللام ولم ينتصب (?) لأنه جاء محكيًا إذْ الوعد كالقول (?).