{مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً} أراد تشفيع العمل وهو أن يقرن (?) بين فعل الماضي وبين فعل الحال فيضم الحسنة إلى الحسنة أو سيئة إلى سيئة (?). وعن الضحاك ومحمد بن جرير (?) أن الشفاعة الحسنة موالاة المؤمنين بتشفيع وتوهم والشفاعة السيئة موالاة الكفار بتشفيع وتوهم. وعن مجاهد وابن زيد (?): هي دعاء الرجل لأخيه المؤمن وعليه، وقيل: شفاعة بعض الصحابة عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (?) للفقراء والمحتاجين إلى الزاد والراحلة ولأصحاب الأعذار وشفاعة بعضهم للمنافقين وللذين وجبت عليهم الحدود {يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا} من ثوابها {كِفْلٌ} نصيب من وزرها مقيتًا مقتدرًا.
{وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ} إن حملنا الشفاعة على الدعاء والتحية على التسليم فاتصالها بها ظاهر، وإلا فالأمر بالتحية مرتب على الشفاعة الحسنة والتحية على وزن التفعيل من الحياة وأصْله بثلاث ياءات حذفت التي هي لام الفعل وعوض منها هاء وأدغمت إحدى الياءين في الأخرى كالتوصية، وقولك: التحيات لله، قيل: الإحياء لله تعالى تقول: حياك الله، أي: أحياك الله. وقيل: أوصاف الحياة لله فكأنك وصفته بالحياة كما أنك إذا كبرته (?) وصفته بالكبرياء. وقيل: الملك لله وهذا هو الأظهر لأن التحية اسم للملك، وسمي الهدية تحية لما فيها من حقيقة أو لمجاوزتها السلام في العادة، والمراد بالتحية هاهنا التسليم والتسليم سنة وردّه فريضة. قال -عليه السلام-: "لا تبدؤوا اليهود بالسلام فإن سلم ردّوا عليه" (?)، وقال رجل