اللغوي لجواز التيمم مع وجود الماء النجس, ولهذا جوزنا الوضوء بنبيذ التمر لأنه ماء شرعي (?)، وقوله: {فَلَمْ تَجِدُوا} معطوف على المعنى المقدر لأن عدم الماء غير شرط في حق المريض. وقوله: {فَتَيَمَّمُوا} جواب للشرطين جميعًا، والتيمم: القصد، والقصد لا يتم إلا بالفعل، والفعل تيمم من غير حصول الانفعال، فلذلك اكتفينا بضرب اليدين من غير رفع الصعيد. و (الصعيد) وجه الأرض لقوله: {صَعِيدًا جُرُزًا} [الكهف: 8] و {صَعِيدًا زَلَقًا} [الكهف: 40]، و (الطيب): الطاهر. وإنما وصف نفسه بالعفو والغفران لأنه رفع الإصر ولم يؤاخذنا بما يشق علينا.
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ} اتصالها بما قبلها من حيث ما في ضمنها من النهي عن موالاة اليهود والتحذير عنهم {أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ} أي: أن تنسوا السبيل وتضيعوه.
{وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ} منكم فهؤلاء أعداؤكم وإن أظهروا مودة {وَكَفَى بِاللَّهِ} خبر بمعنى الأمر وتقديره: اكتفوا باللهِ من ولي، و (الكافي): القائم بالحاجة، والباء في {بِاللَّهِ} دليل على ما النفي، وقيل: للتعجب والمبالغة و {وَلِيًّا} نصب على الحال.
{مِنَ الَّذِينَ} يحتمل أن يكون {مِنَ} تفسيرًا، أو تبيينًا و {الَّذِينَ أُوتُوا} ويحتمل أن تكون راجعة إلى قوله: {وَاللَّهُ أَعْلَمُ}، ويحتمل أن تكون متصلة بقوله: {نَصِيرًا} أي: ينصره منهم، ويحتمل أن تكون منقطعة مبتدأ تقديره (?): من الذين هادوا من يحرفون الكلم. قال الله تعالى: {وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ (164)} [الصافات: 164] أي: إلا من له مقام معلوم (?) {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا (?)} [مريم: 71] أي: يردها ولا يحسن إضمار (من) إلا في المبتدأ بمن {وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ} غير صاغر ولا مجبر على الاستماع؛ كأن