شيئًا بعد شيء على التدريج وكأنه لم يكن حيًا دفعة واحدة، وذلك سنة الله في خلق الأشياء (?) للتمكين من الاعتبار (?)، وقيل: تمَّ الكلام عند قوله: {كُنْ}، ثم ابتدا فقال: {فَيَكُونُ} أي: يكون (?) كل مأمور بأمر.

فلما نزلت {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ} دعا -عليه السلام- (?) وقد نجران إلى المباهلة وخرج بنفسه متيقنًا بما أوحى إليه ربه، معه علي وفاطمة والحسن والحسين، ولم يخرج وقد نجران وتكعكعوا عن ذلك لما كان فيهم من التشكيك والظن، فقال -عليه السلام- (4): "لو خرجوا للمباهلة لاضطرم (?) الوادي عليهم نارًا"، وجعل آله تحت كسائه ثم دعا فقال: "اللَّهم هؤلاء آلي والِ مَنْ والاهم وانصر مَنْ نصرهم واخذل من خذلهم" ورجع مستجابًا له بفضل مِنَ الله ورحمته، والتزم وقد نجران الجزية وصالحوا على الفيء حلة وثلاثين درعًا عادية من حديد (?).

{تَعَالَوْا} هلموا، والتعالي إلى الشيء التقارب منه على سبيل العلو حقيقة وعلى غيره (?) مجازًا، والتعالي عن الشيء: التباعد منه على سبيل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015