وإنما قال: {أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ} طمعًا منه أن يعيده الله شابًا وامرأته شابة أو ليريه آية من طريق المشاهدة كقول إبراهيم: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى} [البقرة: 260]، أو لم يعلم أن الغلام المبشر يكون من امرأته هذه (?) (...) (?) أنه من غيرها أو يأمره الله باتخاذ ولد ولده غيرهما، و (الغلام) الصبي و (العاقر) التي يهلك النسمة في رحمها لانسداد وخلل في طبيعتها {كَذَلِكَ} أي الأمر كما ذكرنا، وقيل: عمد جبريل إلى سعفة يابسة فحركها فصارت رطبة، فالتشبيه وقع بها، وقيل (?): كذلك تقدير كلام السائل مجازًا على وجه الرفق، {اللَّهُ} رفع بالابتداء.
{اجْعَلْ لِي آيَةً} كسؤال إبراهيم، وقيل: كان (?) من حين استجيب له إلى أن حبلت امرأته أربعون سنة، فطلب الآية ليعلم أوان الحبل، {رَمْزًا} إيحاءً (?)، {بِالْعَشِيِّ} العشية وهي مدة ما بين العصر إلى العشاء الآخرة، وقيل: من الظهر إلى العشاء، {وَالْإِبْكَارِ} صيرورة الزمان بكرة، وهي وجه النهار مقدمه ومنه الباكورة.
{وَإِذْ قَالَتِ} واو استئناف بدل عن الأول، {اصْطَفَاكِ} لولادة عيسى من غير زوج، وقيل: هذا الاصطفاء بدل عن الاصطفاء الأول (?)، {نِسَآءِ