ذلك من جهة الله تعالى محسوسًا (?) له بعد أن كان معقولًا (?)، والدليل على مزية العلم الضروري على غيره أنك تقول فيما علمته بالأخبار علمته حتى كأني شاهدته، ولا تقول فيما شاهدته علمته حتى كأني عقلته، وقيل: إن نمرود توعَّده إن لم يره ما ادِّعاه لربِّه تعالى من الإحياء والإماتة، وقيل أن إبراهيم مرَّ على جيفة فرأى السباع تصيب منها والطيور، وربما ألقت الطير بعض أجزائها في البحر فتلقمه الحيتان، فخطر بباله من كيفية الإحياء بعد التلاشي فسأل ربه أن يريَه كيف يحيي الموتى، والإراءة إحداث الرؤية في الرائي، وذلك لا يتعدَّى إلى مفعولٍ واحد وربما كان إظهار الموتى له فيتعدَّى إلى مفعولين (?).
والمراد بقوله: {أَوَلَمْ تُؤْمِنْ} إثبات إيمانه كما قال حسَّان (?):
ألستُم خيرَ من ركِبَ المطايا ... وأندى العالمينَ بطون راحِ
وكان (?) هذا السؤال لإظهار شأنه للسامعين وتزكية عن الشكِّ والإنكار كسؤاله عيسى - عليه السلام - (?): {أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ} (?) {قَالَ بَلَى} آمنتُ، ولكن أريد هذه الرؤية ليطمئنَّ قلبي ولا يخطر بباله شيء من الشبه (?)،