{وَلِلْمُطَلَّقَاتِ} خبر وليس بأمر لكنه مستحبٌّ عندنا لكلِّ مطلقة. {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا} عارضة في أثناء أحكام (?) الشريعة والذي أوجب إيرادها هاهنا هو الأمر بالقتال بعدها ليكو ن وا أقدر على فريضة القتال بعد إلاعتبار.
{أَلَمْ تَرَ} ألم تنتهِ رؤيتك إليهم كما تقول للطليعة: أما ترون أما تبصرون إلى موضع كذا غبارًا أو كيفية، والمراد به رؤية القلب وهو العلم كقوله: {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} (?) وألف الاستفهام في مثل هذا الموضع لا تقتضي (?) استعلامًا ولا نفيًا ولا إثباتًا ولكنها للتوقيف كقولك: ألم تسمع، أما سمعت، أما بلغك، إلا أنها مع التوقيف تقتضي إحداث تعجب واستجهال (?) (في الحقيقة وأما في المجاز فيجوز إطلاقه سواء) (?) تعجبت واستجهلت أم لم (?) تتعجب ولم تستجهل (?)، والفعل رأى يرأى إلا أن الهمزة حذفت استخفافًا فأعطيت الراء حركتها.
و {الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ} جماعة من بني إسرائيل، روى السدي عن أبي مالك: كانوا في قرية يقال لها داورْدَان تقرب من واسط العراق (?)، والألوف جمع ألف، وزعم ابن زيد أنه جمع ألف أي مؤتلفة القلوب (?)، وعن ابن عباس أنهم كانوا أربعة آلاف (?).