مما ينقل لنا صورة عن حياة العالم الرباني عبد القاهر الجرجاني واتِّصافه بالزهد والورع والإعراض عن الدنيا. ومع ذلك فإننا نراه يطرق جانب المدح وذلك من خلال مدحه لنظام الملك حيث يقول:

لو جاود الغيثَ غدا ... بالجودِ منه أجدرا

أو قيسَ عرف عرفهِ ... بالمسكِ كانَ أعطرا

ذو شيم لو أنها ... في الماءِ ما تغيَّرا

وهمَّة لو أنها ... للنجمِ ما تفورا

لو مَسَّ عودًا يابسًا ... أورقَ ثم أَثمرا

كما طرق عدة أغراض شعرية ليس هذا مقام بسطها، وبهذا يمكن أن نصنِّف الجرجاني بأنه شاعر متميِّز أبدع في نظمه كما أبدع في نثره.

وقد عرف الجرجاني بالورعِ والزهد والإعراض عن الدنيا. ومن ورعه أنه في خل عليه لصٌّ وهو في الصَلاة فأخذ اللصُّ جميع ما وجده أمامه في البيت والشيخ ينظر إليه ولم يقطع صلاته (?).

...

المبحث الثالث: شيوخه وتلاميذه

إذا لم يكن الجرجاني - رحمه الله - أكثر من مشيخته فلم يتتلمذ إلا على القليل، فإن حرصه وهمَّته العالية في التحصيل رفعت من شأنه حتى تخرج على يديه من تلاميذه الأعلام الكبار.

ولعلنا نستعرض هؤلاء المشايخ الذين نهل من معين علمهم واستفاد منهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015