المثال [من الحكم] (?) الذي هو أوجب من السنة والعادة.

{فَلَا تَمُوتُنَّ} نهي عن غير المنهي، كقوله: {فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} (?)، وقولك: لا أرينك هاهنا، ولا تلقينَّ الله غيرَ تائب. ومعنى الآية: لا تكونوا أبدًا (?) إلا مسلمين حتى تموتوا على ذلك (?).

{أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ} (أم) بمعنى ألف الاستفهام على وجه الإنكار، كما قال الشاعر (?):

كذبتك عينك أم رأيت بواسط ... غلس الظلام من الرباب خيالا

وليس بمعنى "بل" لأن ما يجيء من بعد "بل" يجيء محققًا ولم يرد به التحقيق هاهنا لأنهم لم يكونوا شهداء، ولا يقال: أثبت شهودكم وأراد به آباءهم لأنه لو كان كذلك لقال: إذا قال لكم ما تعبدون من بعدي، ولم يقل: لبنيه. ويحتمل أنه مرتب على استفهام مضمر فيكون تقديره: أشهدتم وصية إبراهيم أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت. ومما يقرب هذا التأويل إنكارهم الأمرين جميعًا وتحريفهم الكلم في الموضعين جميعًا، فشهدوا فيه معنى النزول والخلق لأن الحاضر يستعمل بإزاء البادي، قولك: حضرني، بمنزلة: حضر عندي، فيكون عبارة عن القرب فقط (?). {الْمَوْتُ}

طور بواسطة نورين ميديا © 2015