والاستفهام عن (?) الصفة قد يكون تارةً بلفظ إيش، وتارة بلفظ ما، وتارة بلفظ مَنْ، يقول: إيش هذا؟ وما هذا (?)؟ ومَنْ هذا؟ والاستفهامُ عن الحال والهيئة يكون بلفظ كَيْفَ. وفيه دليلٌ على أن الصفة لا تباينُ الذات بخلاف الحال والهيئة (?).
وقوله: {إِنَّهَا} تدلُّ على أن تخصيص العموم لا يكونُ نسخًا وإلاَّ لَما صَحت الكناية عن الأول, لأنَّ النسخ عبارة عن الرفع والإزالة، والتخصيص: عبارة عن النص والإفراد.
{لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ} أي: ليسَت بمسنة ولا التي لم تنتج، وقيل البكر: التي لم تحمل إلا بطنًا واحدًا (?). {عَوَانٌ} دون المُسِنَّة وفوق البكر، ورُفِعَ لأنه خبر مبتدأ محذوف (?)، أي: هي عوان (?). {بَيْنَ ذَلِكَ} اختصار، وتقديره: بين ذلك وذلك، قال الله تعالى: {مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ} (?)، {وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} (?) وقيل: معناه بين ذلك الوصف في الاثنين بين فعلهم وبين فعله.
وقوله: {فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ} يدلُّ على أنَّ الأمر غيرُ محتمل وأنهم لم يكونوا محتاجين إلى التفسير ولكن شددوا وتكلَّفوا مما لم يكن عليهم.