{بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ} أي إذا قاتل بعضهم بعضًا كان بأسهم {شَدِيدٌ} {وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى} تأنيث شت وإنما كانت قلوبهم شتى لكونهم على أديان مختلفة.
و {الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} كفار بدر {قَرِيبًا} أي من مكان قريب وزمان قريب، وقيل: فيه تقديم وتأخير تقديره: ذاقوا وبال أمرهم قريبًا.
والظاهر من قول {الشَّيْطَانِ} {لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ} كقوله: {وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ} [الأنفال: 48].
وعن عبيد بن رفاعة يرفعه أن امرأة ابتليت فألقى الشيطان في قلوب أهلها أن شفاءها أن تأتوها إلى فلان الراهب، قال: فذهبوا بها إليه فكلموه أن يبقوها عنده في صومعته، فكره ذلك فلم يزالوا به حتى فعل، يمكثها ما شاء الله عنده، ثم إن الشيطان أوقعها في نفسه فوقع بها فحملت، فلما حملت أتاه الشيطان فقال: تفتضح الآن، اعمد إليها فاقتلها وادفنها، فإذا أتاك أهلها فسألوك فقل: ماتت فدفنتها، ففعل، فجاء أهلها فأخبرهم أنها ماتت فدفنها، فصدّقوه وانصرفوا فأتاهم الشيطان فأوقع في أنفسهم أنه قتلها، فأتوه ليقتلوه فسبق إليه الشيطان فقال له: إن أهلها يأتوك ليقتلوك وقد علمت أني صاحب هذا أوله وآخره فأطعني أنجك منهم، اسجد لي سجدتين تنج منهم، ففعل. ففيه أنزلت {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ} (?).
{لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} (?) هذا فصل آخر من السورة اتصالها من حيث التنبيه.
والوعظ السابق في قوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ}.
{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} هذا فصل آخر في الثناء على الله واتصالها بذكر المؤمنين ليجدد إيمانهم بتجديد الوعظ السابق في قلوبهم.