في خيبر وهو رافع بن سلام ابن أبي الحقيق فاغتالوه وكانوا قد دخلوا عليه وهو سكران (والذي تولى) قتله عبد الله بن أنيس الأنصاري ورجعوا إلى رسول الله (?) سالمين.
ثم انطلق رسول الله (1) إلى بني النضير يستعينهم في دية رجلين من بني كلاب قتلهما عمرو بن أمية وكان لهما عهد، ومعه أبو بكر وعمر وطلحة والزبير وسعد بن معاذ وأسيد بن حضير وسعد بن عبادة، فاستقبله اليهود، ورحبوا به فقالوا: قد آن لك أن تزورنا يا أبا القاسم ولك عندنا ما تحب ولكن احتبس عندنا ساعة نطعمك فاستراح (?) رسول الله (1) إلى بيت من بيوتهم وجلس معه أصحابه، ورجعت اليهود بعضها إلى بعض يتآمرون في أمره، فأشار عليهم حيي بن أخطب أن يلقوا عليه رحا من فوق السطح، فأعلم الله نبيه كيدهم، فوثب كأنه يريد حاجة وخرج حتى رجع إلى المدينة، وتبعه أصحابه من بعده، ثم أرسل إليهم رسول الله (1) يأمرهم بالخروج من جواره وأجلهم عشرة أيام، فأخذوا يتجهزون للخروج، ثم أرسل إليهم ابن أبي ابن سلول المنافق: أن لا تبرحوا مكانكم ننصركم، فاغتروا بذلك وأرسلوا إلى رسول الله (1): لسنا بخارجين عن ديارنا فاصنع ما أنت صانع، فكبر رسول الله (1) وسار بأصحابه نحوهم وهم مشاة على أرجلهم، على المقدمة الفضل بن عباس وعلى الميمنة عكاشة بن محصن، وعلى الميسرة ثابت بن أقرم الأنصاري، فصلى العصر بفنائهم وهم يرمون بالنبل والحجارة إلى الليل، فانصرف رسول الله (?) إلى بيته في عشرة من أصحابه يدرع وهو على فرس، وقد استعمل عليًا - رضي الله عنه - على العسكر والمسلمون يكبرون حتى أصبحوا، ثم سار النبي -عليه السلام- (?) إلى العسكر وحمل معه قبة من أديم ليبيت فيها، فحاصرهم خمسة عشر يومًا وسعد بن عبادة يحمل إليهم التمر من المدينة وبينهم وبين المدينة مقدار ميلين، وكان المسلمون يتقون دورهم وهم