{أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً} أصنافًا وأجناسًا ثلاثة.
{فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ} وأصحاب اليمين هم الذين يعطون كتبهم بأيمانهم، أو كانوا على يمين آدم يوم الميثاق، أو يكونون على يمين العرش يوم العرض، أو أملوا على الملائكة الذين كانوا عن أيمانهم في دار الدنيا.
{وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ} أصحاب الشمال، وهم أنداد أصحاب الميمنة و {مَا} لتفخيم الأمر وتعجيب المخاطبين.
وكذلك تكرار قوله: {وَالسَّابِقُونَ} وهم من أصحاب اليمين ولكنهم أفردوا بالذكر لشرفهم ولأنهم عبدوا الله تعالى لله لا لعاجلة ولا لآجلة.
{ثُلَّةٌ} جماعة، وإنما كانت السابقون {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ (14)} لكثرة الأنبياء في الأولين وقلَّتهم في الآخرين، وقيل: الأولون والآخرون كلا الفريقين من هذه الأمة.
{مَوْضُونَةٍ} منسوجة كالدرع وغيره.
{وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ} وصفاء مبقون على حد الوصافة أبدًا لا يهرمون ولا يموتون، يقال للذي لا يشيب مخلد، وقيل {مُخَلَّدُونَ} مقرطون، والخلد القرط جمع خلدة.
{وَأَبَارِيقَ} قماقم التي لها عرى وخراطيم، وفي الحديث: "كأن جيده إبريق فضة" {لَا يُصَدَّعُونَ} بالتخفيف: لا يصرفون، من قولك: ما صدعك من هذا الأمر أي ما صرفك، وبالتشديد يحتمل هذا. ويحتمل من الصداع؛ أي لا يأخذهم الخمار والصداع منها.
{وَلَحْمِ طَيْرٍ} لكونه أشهى وأمر أو أسرع (?) استحالة إلى الدم القرمزي الذي هو مادة الشباب والفرح.
{إِلَّا قِيلًا} استثناء منقطع.