وقوله: {وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ} في الذين شكوا إلى رسول الله (?) أذى المشركين، والقصة في ذلك أن النبي -عليه السلام- (?) كان قد (?) رأى في منامه أنه سيهاجر إلى أرض ذات نخل، فقصّ رؤياه على أصحابه ثم مضى زمان ولم يهاجر فاستعجلوه فقال: "إنما قصصت عليكم رؤيا رأيتها ولم أقصّ عليكم وحيًا لست أدري هل يؤذن لي في الهجرة أم لا"، هكذا ذكر الكلبي وغيره (?).
وفحوى الخطاب أنه متوجه إلى المشركين في معنى قوله: {هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ} [التوبة: 52] الآية.
{وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ} وهو عبد الله بن سلام (?) شهد على مثل القرآن وهو التوراة أنها ناطقة برسالة رسول الله (?)، وشهد أن القرآن من عند الله على مثل ما شهد به رسول الله (?)، وإنما دخلت شهادته في حيز التواتر وهو رجل واحد لأسباب مجتمعة:
أحدها: ما نطقت به أحبار اليهود وعلماء النصارى والكهّان برسالة رسول الله قبل مبعثه.
والثاني: اعتراف عامة أحبار اليهود بأن عبد الله بن سلام أفضلهم علمًا وأصدقهم حديثًا فكانوا صدقوه في شهادته هذه.