عدوًا لموسى -عليه السلام- (?) باغيًا على قومه متعصبًا لفرعون إلى أن أهلكه الله، وفيها دلالة على أن فرعون ما كان يكفّ عن موسى -عليه السلام- (?) لحلمه وكرمه ولكنه يخاف اختلاف قومه في أمره إن قتله.

وقوله: {وَلْيَدْعُ رَبَّهُ} على سبيل الاستهزاء وقلة المبالاة، أي ما يمنعني عن قتله إلا مكانكم، فإن اجتمعتم على قتله وأشرتم علي بذلك فليدعُ ربه حينئذ هل يمنعني عن قتله {فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ} أي فساد مملكته الفاسدة.

{رَجُلٌ مُؤْمِنٌ} هو حبيب النجار {يَكْتُمُ إِيمَانَهُ} إنما يكتم قطعه الحكم بصدق موسى -عليه السلام- (2) في دعوى الرسالة دون إيمانه بوحدانية الله تعالى وبالأنبياء الماضين عليهم السلام، وإنما يكتم لخوفه القتل على نفسه، ولم يخف في سائر الخصال إلا محرمًا لجدال، وإنما دعاهم إلى طاعة موسى -عليه السلام- على سبيل الشك أو غلبة الظن؛ لأن موسى -عليه السلام- (2) كان يدعوهم إلى إنجاء بني إسرائيل وذلك فعل لم يكن مخالفًا للمعقول، فكان يجوز فعله من غير اعتقاد، وإنما قال: {بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ} لأن موسى -عليه السلام- (2) قد وعدهم بأشياء وخوّف بأشياء للتخيير كقوله: {أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا} [التوبة: 52] قوله: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ} [الأنعام: 65] الآية، والثاني: أن المراد بالبعض الكل.

وقول فرعون: {مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى} يدل على أنه بين الغرور والإكراه.

{وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ} أي لا يريد أن يظلم هو بنفسه على عباده لتعاليه عن الاتصاف بالظلم بدليل إهلاك القرون الماضية بالغرق والصيحة والريح ونحوها، وقال (?): {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} [هود: 101] وقيل: يريد أي يحب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015