{قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ} أي: قلت لكم، كقوله: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} (?). فإن قيل: ثَمَّ: متى قال لهم: {إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [قلنا هذا الإطناب في إيجاز قوله: {إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} (?) {غَيْبَ السَّمَاوَاتِ} مكنوناتها. {مَا تُبْدُونَ} تظهرون. {وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ}: تُخْفُون وتُسرّون. وإنما لم يقل: ما كنتم تبدون وقال: {وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ} لأنه أراد إبداءهم العجز في الحال. وكتمانُهُم من قبلُ: كراهة الخليفة وحبّ المكثِ في الدنيا على وجه الأرض.
وقيل: أراد به كتمان إبليس من قبل عزم العصيان والطغيان والإنكار على ربه، وقد يُسْنَدُ فعلُ الواحد إلى الجماعة مجازًا، كقوله: {أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ} (?).
{وَإِذْ قُلْنَا} واو استئناف أو لعطف قصة على قصة (?). و"إذْ" صلة