الآية، والظاهر أن سبب نزولها قول السفهاء: تزوج رسول الله بامرأة ابنه، أو قول المنافقين: هو ذو قلبين في جوفه، أو كراهة من كره الحجاب، وأما الذين آذوا موسى -عليه السلام- (?) فهم الذين اتهموه بقتل هارون -عليه السلام- (1) فأراهم الله هارون مضطجعًا على سرير من أسرة الجنة انشق عنه قبره ثم عاد إلى مكانه (?)، وقيل: اتهموه بالطمع في مال قارون فخسف الله به وبداره الأرض، وعن أبي هريرة عنه -عليه السلام-: "إن موسى -عليه السلام- كان حييًا ما يرى من جلده شيء استحياء منه، فآذاه من آذاه من بني إسرائيل، قالوا: ما تستر هذا التستر إلا من عيب بجلده إما برص وإما أدْرة وإما آفة، وإن الله تعالى أراد أن يبرئه مما قالوا، فخلا موسى يومًا وحده فوضع ثيابه على حجر ثم اغتسل، فلما فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذه من بني إسرائيل، فرأوه أحسن الناس خلقًا وأبرأه مما كانوا يقولون قال: وقام الحجر فأخذ ثوبه ولبسه" (?) الذين آذوه هم الذين اتهموه في التوراة وقالوا: {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً} [البقرة: 55].
{قَوْلًا سَدِيدًا} لا خلل فيه لصدقه ومتانته، وأصدق الأقوال قول لا إله إلا الله محمد رسول الله ولا حول ولا قوة إلا بالله.
{يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} تبديل سيئاتنا حسنات أو قبوله صالح أعمالنا بعد الشهادتين.
{إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ} إن كان المراد أهلوها وسكانها العقلاء من الملائكة والجن فالعرض على سبيل التخيير، و (الإباء والإشفاق) على سبيل الاجتهاد، وإن كان المراد سائر الحيوان فالغرض ابتلاء طبائعها، والإباء والإشفاق على سبيل الكراهة الطبيعية، وإن كان