مهر فقبلها ودخل بها فرأى أنها قد علتها كبرة فطلقها، وفي قوله: {إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا} دليل على أن لفظة الهيئة من ألفاظ النكاح.

والظاهر من قوله: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ} إرجاء الواهبات أنفسهن ليبقين موقوفات غير مقبولات ولا مردودات.

وذكر الحدادي في تاريخه أن النبي -عليه السلام- (?) أرجى سودة وصفية وجويرية وأم حبيبة وميمونة وآوى عائشة وحفصة وزينب بنت جحش وأم سلمة (?)، فالإرجاء على هذا القول الإخراج من القسمة والثوبة من غير طلاق فإن كان كذلك لم يكن إلا برضاهن على سبيل المصالحة كما في قصة سودة بنت زمعة {وَمَنِ ابْتَغَيْتَ} إيواءها {مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ} في إيوائها و {ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ} أي الإيواء بعد الإرجاء أقرب من مسرتهن كلهن تأكيد للضمير المكتسي بقوله: {وَيَرْضَيْنَ} دون الضمير في قوله: {آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ}.

{لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ} في تحريم ذوات المهور في المستقبل من غير الأصناف المذكررة دون الواهبات أنفسهن وما تملكه بيمينه في باقي عمره إن رزقه الله تعالى، ولم يبلغنا أنه قبل نفس واهبة أو ملك سريته ملك اليمين بعد هذه الآية ما كان فعل شيئًا من ذلك.

وفائدة الآية استعمالها وفائدتها اعتقادها.

وعن مجاهد: {لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ} أي من بعد (?) ما سمى لك من يهودية لكون الذمية في رتبة المؤمنين أو تحريم عسيلته على أهل النار فإن أبا طيبة شرب دمه وحرمت عليه النار.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015