عبد الله بن عمر: كنا قعودًا عند رسول الله فذكر الفتن فأكثر في ذكرها حتى ذكر فتنة الأحلاس فقال قائل: وما فتنة الأحلاس يا رسول الله؟ قال: "هي هرب وحرب، ثم فتنة السراء دخنها من تحتي قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني إنما أوليائي المتقون، ثم يصلح الناس على رجل كورك على ضلع، ثم فتنة الدهيماء لا تدع (?) أحدًا من هذه الأمة إلا لطمته لطمة، فإذا قيل انقضت تمادت يصبح الرجل فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا، حتى يصير الناس إلى فسطاطين: فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه، إذا كان ذلكم فانتظروا الدجال من يومه أو من غداته (?) " (?).
{أَمْ حَسِبَ} مترتبة على ألف الاستفهام وفي الآية ما يدل على وجوب الرهبة والرغبة جميعًا، وذكر الكلبي أن الآية نزلت في عتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة (?) (?) وهي عامة.
{مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ} بشارة (?) لأولياء الله خاصة ولأهل السنة والجماعة، واتصالها من حيث اعتبار صبر المؤمنين على الفتنة ابتغاء وجه ربهم.
مصعب بن سعد يحدث عن أبيه سعد قال: أنزلت فيَّ أربع آيات، فذكر قصته فقالت أم سعد (?): أليس قد أمر الله بالبرّ؟ والله لا أطعم طعامًا ولا أشرب شرابًا حتى أموت أو تكفر، قال: فكانوا إذا أرادوا أن يطعموها فتحوا فاها فنزل: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا} (?).