ورجلان من بني جمح أمية ابن خلف وأويس بن المغيرة، اجتمعوا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - (?) عند الكعبة، قد توافقوا على الكفر وبعثوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (?) ليكلَّموه، فجاء مسرعًا وهو يظن أنه قد بدا لهم فيه بداء، وكان حريصًا عليهم يحمب رشدهم وهُداهم، فلما جلس إليهم قالوا: يا محمَّد قد بعثنا إليك لحاجة فاستمع (?) منا وأجنا بالذي نسألك عنه، فقال لهم رسول الله: "إن شاء الله".

قال: فبدأ أبو جهل بن هشام فقال: يا محمَّد أنت ابن عمنا ومن عشيرتنا وأنت فينا فقير عائل ضعيف ولا تحب أن نقول لك إلا ما يعرف قومك، وقد أتيتنا بأمر لم يواطئك عليه أحد من عشيرتك فيه خير (?) ولا أحد ممن سواهم معه غفلة، ونراك قلت قولًا ما قاله أبوك ولا أحد معه عقله، وقد نعلم أن الشياطين يحضرون سفهاء الناس فلا تكن ممن تضع قومه وتسمع بهم الناس فيكون لنا ذلك وضيعة ما بقينا، وقد علمنا أن الله جليل عظيم لا ينبغي لرسوله أن يمشي بيننا فقيرًا عائلًا، وهو ذي أنت تمشي في الطريق معنا وتأكل الطعام كما نأكل، ولو شاء الله لجعل ملائكة من عنده يقضون من أمره إنه على ذلك قدير.

قال: ثم تكلم عتبة بن ربيعة فقال: يا محمَّد (?) بن عبد المطلب انظر الذي تكلمت فيه فراجعنا منه فإنا لك ناصحون، وإن أنت مضيت على الذي أنت لم تضرَّ بذلك إلا نفسك، ونحرض الناس على قتلك ونعلم أن قد عصيتنا وعصيت أمرنا ورضيت فضيحتنا، فواجعنا فإنا قد علمنا أن الله رب كل شيء، فمالك لا تراجعنا ومالك لامنا يغلب كلامك، وأنت تزعم يابن عبد المطلب أنه كلام الله، أفكلامنا يغلب كلام الله؟! هذا لتعلم أنك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015