ثم الآية بعد هذه الأقاويل تحتمل أربعة أوجه:
أحدها: أراد بالجبال السحاب فإنها تشبه الجبال.
والثاني: أراد الرياح الشديدة التي اعتمد بعض أجزائها على بعض وتلوث بالغبار (?).
والثالث: أراد نفس البرد أي: وينزل من السحاب جبالًا من برد.
والرابع: أراد الشواهق التي كانت رؤوسها في السماء لشدة ارتفاعها وطول سمكها، وهذه الشواهق قل ما تخلو من الثلج والسحاب.
والذي يعوم في الماء داخل في جملة {مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ}، والطير داخلة في جملة {مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ} والذي يزحف على أربعة كثيرة داخل في جملة {مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ} وإنما قيل: (من) و (منهم) كتغليب العقلاء.
{لَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ} وجه تكراره حسن رد الكلام على صدره فإن الفضل كان فضلًا، ولهذا في بيان المحسوسات والمعقولات والموهومات على مقدار الحاجة في تعمية بعضها على بعض على سبيل الابتلاء.
{وَيَقُولُونَ آمَنَّا} فضل مبتدأ (?) واتصالها من حيث اعتبار الأئمة أهل الإفك فإنهم كانوا جماعة من المنافقين والفاسقين، فكذلك هذا الفضل في جماعة من المنافقين. وعن ابن عباس قال: "لما قدم رسول الله المدينة سأل الأنصار بور أرضهم التي لا تزرع للمهاجرين، قال: فدفعوها إليه وقالوا: هي لك يا رسول الله فاصنع بها ما شئت، قال: فجعل يقسمها بين المهاجرين، فجعل يعطي الرجل الأرض ويعطي الرجلين يعملان بها ويزرعانها ويقومان عليها، فأعطى عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب أرضًا بينهما فاقتسماها بينهما، فوقع نصيب عثمان في عمارتها وحد أرضها ووقع لعلي في مكان منها لا يصيبه الماء إلا بمشقة ونفقة وعلاج لا يكاد