{خَيْرًا} والبعض هاهنا الصديقة بنت الصدِّيق أم المؤمنين وصفوان بن المعطل الذي زكاه رسول الله وقال: "ما علمت عليه من سوء قط ولا غبت في سفر إلا كتاب معي" وقال: "ما كشفت له بيتي قط" (?)، وأكرمه الله بالشهادة في سبيله، وإنما توجه عليهم الملام بتركهم قولهم {هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ} على سبيل الظن مع كون الخبر ممكنًا متصورًا موهومًا لتواتر أدلة الكذب {فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ} أي في دين الله وحكمه.
{وَلَوْلَا} ذلك لما كان كونهم (?) كاذبين في علم الله موقوفًا على عدم إتيانهم بأربعة شهداء، وفي الآية دليل على أنهم كانوا مطالبين بأربعة شهداء ولولا الإعجاز الإلهي لكان يمكنهم أن يأتوا بعد المطالبة بشهداء الزور مع كثرة المنافقين وفرط عصبيتهم (?).
وعن عروة، عن عائشة قالت: لما نزل عذري قام رسول الله على المنبر وتلا القرآن، فلما نزل أمر برجلين وامرأة فضربوا حدَّهم. يحتمل أن قولهم: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} على سبيل التكرار، وأن قوله: {لَمَسَّكُمْ} جواب لما تقدم تشنيع الفاحشة تستفيض وأراد بها هاهنا الزنا والقذف وإنما كانوا يحبون ذلك من حيث إرادتهم الترخص والتساهل في هذا الباب، فلما كانوا متلوثين أحبوا أن يلوثوا بالتهمة غيرهم كقولهم قال الله فيهم: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} [النساء: 89] وقوله (?): {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} معطوفة على نظيرها قبل الجواب ويجوز أن يكون الجواب (?) مضمرًا (?)، ويجوز أن يكون جوابه (?) {مَا زَكَى} [النور: 21].