أصحاب الصيب، وهم كلما رَأوْا دولةً أو طمعوا في بشارة قصدوا الإخلاص، وإذا حدثتْ نكبةٌ أو نزل تكليف بقوا متحيرين شاكين، كما أنّ أصحاب الصيب كلما أضاء لهم مَشَوْا فيه، وإذا أظلم عليهم قاموا.
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ} خطابٌ للجميع (?) لأنه ذكر فيه النعمة العامة، وهي الخلق والرزق. وقيل: نزلت في المشركين بدليل قوله: {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا} و"يا" حرف نداء، تقول: يا زيدُ، وأيُّ (?): اسمٌ مبهمٌ تقول: أعطِ أيّهم شئت. و"هاء": حرف التنبيه و {النَّاسُ} كالوصف لـ "أي" لأنك تقول: يا أيّها الفقيهُ، ولا تقولُ: يا أيّها زيدٌ.
{اعْبُدُوا} وحِّدوا وأَخْلِصُوا وأطيعوا {الَّذِي خَلَقَكُمْ} ابتدأ خلقكم، وقيل: الخلق هو: الإيجاد مقدرًا، والواو في {وَالَّذِينَ} واو عطف و {مِنْ قَبْلِكُمْ} (?) لابتداء الغاية {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} لكي تتقوا مخالفة الخالق. وقال سيبويه (?): كلمة لعل: للرجاء والطمع (?).