{وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً} وهما اثنان لأن كرامة مريم كانت معجزة ولدها كقوله: {لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ} [البقرة: 61].

والقول مضمر في قوله: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً} يعني قوم عيسى -عليه السلام-.

{وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ} قيل: إن الله تعالى لما رفع عيسى ابن مريم -عليه السلام-، وزعمت اليهود أنهم قتلوه وصلبوه وشك فيه كثير ممن اتبعه إلا نفر من الحواريين وأربعة من تلامذته والخمسة النفر ويهود ابن يعقوب، فإنهم لم يشكوا أن الله تعالى رفعه، وكان -عليه السلام- (?) قد أوصى إلى تلامذته أن يخرجوا دعاة إلى الله تعالى وسمى لكل رجل بلدة وقال: إذا أتى الرجل منكم (?) البلدة التي سميت له (?) فليقل: إني رسول المسيح عيسى ابن مريم رسول الله، أدعوكم إلى توحيد الله وعبادته، وأن آية كل رجل منكم أن ينطق الله لسانه بلغة القوم الذين أرسل إليهم، فلما رفعه الله إليه خرج كل رجل إلى البلدة التي سُميت له داعيًا إلى توحيد الله وعبادته، وأقام بقية الحواريين والتلامذة على منهاج عيسى -عليه السلام- وشريعته حتى مات خيارهم من أولئك الرسل وغيرهم من الحواريين والتلامذة ومات أهل الدين والورع منهم، وبقي أتباع الحواريين وتلامذة التلامذة فاختلفوا وتنازعوا الرئاسة فيما بينهم وابتدع كل رجل منهم بدعة ضلال فضلوا وأضلوا.

(كفران السعي) تركه بلا ثواب، كما أن كفران النعمة تركها بلا ثناء {أَنَّهُمْ} إلينا (?) {لَا يَرْجِعُونَ} كالترجمة للتحريم إذا التحريم في معنى القول كقوله: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ} [الأنعام: 151]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015