فلك الأقطاب وهو كالصد للفلك الأعظم المستقيم المحوط المكور لسائر الأفلاك من نحو المشرق إلى المغرب، وهذا الفلك الأعظم لطيف لا يشاهد ولكن يستدل عليه بالمجرة أو تسيير الطوالع والغوارب من نحو المشرق إلى المغرب على أدبارها.
ثم اختلفوا فيما بينهم فزعم بعضهم أن الأفلاك السبعة في السموات السبع التي أخبر الله تعالى عنهنّ أنه سواهنَّ سبع سموات، وأن ذلك البروج هو الكرسي، وأن ذلك الأعظم هو العرش، وزعم آخرون أن هذه الأفلاك التسعة بين السماء والأرض، وأن السموات فوق هذه الأفلاك التسعة، وأن هذه الأفلاك التسعة لم تكن حاجزة بيننا وبين السماء [ولا ساترة إياها للطافتها ولكن تسمى سماء كما يسمى السحاب سماء والمطر سماء] (?) والسقف سماء.
واختلفوا في ماهية هذه الأفلاك فزعم أفلاطون وأصحابه أن السماء متركبة من الطبائع الأربع، وزعم قوم منهم أن السماء نار، وزعم قوم أنها مركب من نار وريح، يعنون كلهم بالسماء الفلك، وزعم أرسطاطاليس وأصحابه أن السماء جرم خامس ليس من الطبائع الأربع فإنها لو كانت نارًا أو ريحًا لعلت، ولو كانت أرضًا أو ماء لهبطت (?)، وأجمعوا أنها متناهية محدودة والله أعلم بالحقيقة، {يَسْبَحُونَ} يجرون ويطردون.
{كُلُّ نَفْسٍ} أراد مادة التنفيس وهي نسمة كالنسيم، وهي خلاصة الجسد ومركب الروح {ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} كقوله {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26)} [الرحمن: 26] أراد حيوانات السماء والأرض، واختلفوا في حيوانات الجنة والنار قيل: خلقهما الله تعالى للبقاء فلا يتناولهما حكم الفناء، وقيل: لا بد لهم من سبات أو وفاة قبل يوم {آلِهَتَكُمْ} بالذم والعيب والسوء والشتم.
{وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمَنِ} وهم يكفرون كفرهم: إنكارهم تسمية الرحمن