{قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى (51)} هذا فرار من فرعون إلى ما يتشاغل به عن التوحيد، وهذه سنة المعرضين عن التوحيد إذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوبهم، فلما علم موسى أن الخبيث متشاغل عن التوحيد أجمل جوابه وردَّه إلى التوحيد الذي فرّ منه {قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي}.
{أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى} أجناسًا من ضروب مختلفة، فكل ضرب متجانس في نفسه مضاد (?) لغيره.
وقيل: أراد المتشابهات في الطعم المختلفات في الصورة {شَتَّى} فَعْلى (?) من شت، وهذا الإشتات، وتشتت الأمر: تفرقه وانفساخ تأليفه.
{النُّهَى} جمع نهية وهو العقل ينهى النفس عما لا يليق بها.
{تَارَةً} مرة {كُلَّهَا} أي كل ما كان مع موسى {سُوًى} صفة المكان ومعناه التساوي والتعادل.
{يَوْمُ الزِّينَةِ} يوم عيد كانوا يتخذونه ويتحلون فيه بزينتهم (?) {وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى} في محل الخفض عطفًا على الزينة.
{فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ} أعرض عن موسى -عليه السلام- (?) {ثُمَّ أَتَى} بعد ذلك وهو بروزه للعامة يوم الزينة.
{فَيُسْحِتَكُمْ} يهلككم، ونظم الآي على طريقة مستحسنة غاية للبلاغة وآية للفصاحة، وهي رد آخر الكلام على أوله، وإنما قال لتقديم الدعوة والإنذار مرة بعد أخرى.
{فَتَنَازَعُوا} قال الضحاك: تنازعوا في سحرهم كيف ينبذونه وكيف