وقيل: أنوخ، وسمي إدريس لكثرة ما يدرس كتب الله وسنن الإسلام، وأنزل الله عليه ثلاثين صحيفة، وهو أول من خط بالقلم، [ونظر في علم النجوم والحساب] (?)، وأول من خاط الثياب ولبسها وكان من قبله يلبسون الجلود، واستجاب له ألف إنسان ممن كان يدعوهم، فلما رفعه الله اختلفوا بعده وأحدثوا الأحداث إلى زمن نوح -عليه السلام-، ورفع وهو ابن ثلثماية وخمس ستين سنة.
عن الكلبي عن زيد بن أسلم عن رسول الله: أن إدريس جد أبي نوح، وكان أهل الأرض بعضهم يومئذٍ كافر وبعضهم مؤمن، وكان يصعد لإدريس من العمل مثل ما يصعد لجميع (?) بني آدم، فأحبه ملك الموت فاستأذن الله تعالى في خلته فأذن له، فهبط إليه في صورة غير صورته صورة آدمي مثله لكيلا يعرفه، فقال: يا إدريس إني أحب أن أصحبك وأكون معك. فقال له إدريس: إنك لا تطيق ذلك، قال: بلى أرجو أن يقربني الله (?) على ذلك.
فكان معه يصحبه، فكان إدريس يسبح النهار كله صائمًا فإذا أجنّه (?) الليل آتاه رزقه حيث يمشي فيفطر (?) عليه، ثم يحيي الليل كله، قال: فساحا النهار كله صائمين حتى إذا أمسيا آتى إدريس رزقه فجلس يفطر فدعا الآخر، فقال: والذي جعلك بشرًا لا أشتهيه، فطعم إدريس، ثم استقبل الليل كله بالصلاة فإدريس تناله الفترة والسآمة من الليل والآخر لا يسأم ولا يفتر، فجعل إدريس يتعجب منه.
ثم أصبحا صائمين فساحا حتى إذا أجنهما من (?) الليل آتى إدريس