{فَاتَّبِعْنِي} اقتد بي في طلب الحق، أو في الاستدلال أو في ترك عبادة ما ظهر قبح عبادته، {أَهْدِكَ} بعد المتابعة {صِرَاطًا سَوِيًّا} عين الحق والمدلول وهو ما يحسن عبادته.
{يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ} إنما نهاه لأن الشيطان يتصور للمشركين بصورة آلهتهم فيكلمهم فيها فيرجع عبادتهم في الحقيقة إليه.
{يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ} إنما خاف أن ينزل عليه العذاب ولم يتيقن بذلك الرجاية له الإسلام وإنما لم يقل إنه ولي الشيطان في الحال لإرجائه أمره إلى الله تعالى كيف يختم عليه فإنما الأعمال بالخواتيم.
{لَأَرْجُمَنَّكَ} أراد القذف والطرد والإبعاد، وقيل: الرجم بالحجارة، {مَلِيًّا} زمانًا طويلًا ومنه قوله: {وَأُمْلِي لَهُمْ} [الأعراف: 183]، وقولهم: الملوان (?) وملوه من الدهر، وقيل: {مَلِيًّا} تباعد عني بلغة إبراهيم.
{قَالَ سَلَامٌ} أراد به الصفح والمتاركة، وقد سبق جواز استغفار المشركين وكيفيته {حَفِيًّا} بارًا وصولًا (?)، وقيل: عالمًا، أي: أن الله تعالى عالم بهمتي فيك.
{وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ} إنما تأخر ذكر إسماعيل لكون بني إسرائيل داخلون في هذا الخطاب.
{مِنْ رَحْمَتِنَا} (من) قائم مقام الاسم تقديره: شيئًا (?) من رحمتنا، أي: نعمتنا {لِسَانَ صِدْقٍ} ثناءً حسنًا من جهة الله تعالى وملائكته وأوليائه وأهل الكتاب أجمعين {عَلِيًّا} رفيعًا شريفًا.