بني هذا السدّ بقوة الله وسيثبت ما شاء الله، فإذا مضى مائة وستون سنة من الألف الأخيرة (?) انفتح هذا السد، وذلك عند كثرة الخطايا والذنوب وتقطع الأرحام وقساوة القلوب، فيخرج من الأمم ما لا يحصيهم إلا الله تعالى فيبلغون مغرب الشمس، فيأكلون جميع ما يصلون إليه حتى يفيضوا إلى الحشيش وورق الشجر، ويشربون جميع المياه حتى لا يدعوا صبوة، فإذا بلغوا أرض كذا هلكوا عن آخرهم بإذن الله وأمره.

عن أبي هريرة عنه - عليه السلام - في السد قال: "يحفرونه كل يوم حتى إذا كانوا يحفرونه قال الذي عليهم: ارجعوا فستخرقون غدًا، قال: فيعيده كأشد ما كان حتى إذا بلغ مدتهم وأراد الله أن يبعثهم على الناس قال الذي عليهم: ارجعوا ستخرقون غدًا إن شاء الله، واستثنى، فيرجعون فيجدونه كهيئته حين تركوه فيخرقونه فيخرجون على الناس فيستقون المياه ويفر الناس منهم، فيرمون بسهامهم في السماء فترجع مخضبة بالدماء فيقولون: قهرنا من في الأرض وعلونا من في السماء قسوة وعلوًّا، قال: فيبعث الله نغفًا في أقفائهم فيهلكون، قال: فوالذي نفس محمَّد بيده إن دواب الأرض لتسمن وتبطر وتشكر شكرًا من لحومهم" (?).

قال كعب: تمكث الناس بعد خروج يأجوج ومأجوج إلى الرخاء والخصب والدعة عشر سنين، حتى الرجلين ليحملان الرمانة الواحدة ويحملان العنقود الواحد من العنب فيمكثون على ذلك عشر سنين، قال: ثم يبعث الله تعالى ريحًا طيبة لا تدع مؤمنًا إلا قبضت روحه، ثم يبقى الناس بعد ذلك يتهارجون كما تتهارج الحمر في المروج فيأتيهم أمر الله والساعة وهم على ذلك.

{وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ} أراد الزمان، وقيل: بوصول يوم القيامة فإن صدره من الدنيا وأعجازه من الآخرة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015