{إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ} الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس: مدينة بالروم ظهر عليها ملك من الملوك كان يقال له دقيانوس على قريتهم وأرضهم وهي تسمى أقسوس، فجعل يدعوهم إلى عبادة الأوثان وجعل يقتلهم، فمن كفر بالله واتبع دينه تركه، فهدى الله شابًا من أهل تلك المدينة إلى دين الإسلام فجعل يدعوهم سرًا حتى تابع على ذلك ستة أغلمة، ففطن بهم الملك، فأرسل إليهم فأخذهم فدفعهم إلى آبائهم يحفظونهم حتى يرسل إليهم من يطلبهم من آبائهم، فأرسل إليهم فهربوا فقالت الآباء: والله لقد خرجوا من عندنا بالأمس فلا ندري أين هم، ومرّوا بغلام راعي ومعه كلب لهم فدعوه إلى أمرهم فأعجبه ذلك فتابعهم عليه ومضى معهم واتبعه كلبه واسم كلبه قطمير (?)، حتى أتوا على (?) غار كهف فدخلوا فيه، ثم أرسلوا بعضهم إلى السوق يشتري لهم طعامًا من السوق قال: وركب الملك والناس معه في طلبهم يسألون عنه، فسمع رسولهم بذلك فعجل أن يشتري لهم كل الذي أرادوا واشترى بعضًا فأتاهم به وأخبرهم أن الملك والناس في طلبكم، فأكلوا مما أتاهم به ولم يشبعوا {فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا} يقول مخرجًا، ثم ناموا على جوعهم فضرب الله على آذانهم بالنوم سنين عددًا -ثلثمائة سنة وتسع سنين-.
قال: ويسير الملك والناس معه يقفون آثارهم حتى انتهوا إلى باب الكهف فوجدوا آثارهم داخلين ولم يجدوا آثارهم خارجين، فدخلوا الكهف فطلبوهم فعمى الله عليهم أبصارهم فلم يجدوا شيئًا، فقال دقيانوس: سدوا عليهم باب الكهف حتى يموتوا فيه فيكون قبورهم، إذ كانوا فيه نيامًا ثلثمائة وتسع سنين ويقلبون في كل عام مرة مخافة أن تأكل الأرض لحومهم. وعن مجاهد أنهم مكثوا ثلثمائة عام على شق واحد وقلبوا في تسع سنين (?).