كان أصابه قبل ذلك، وذلك أنه مرّ برجل من خزاعة يريش نبلًا له فتعلق سهم من نبله بإزاره فخدشه في ذلك الموضع، فلم يكُ شيء يومئذ، فلمّا أشار إليه ببعض ذلك الخدش فقتله، وكان قد أوصى بنيه أن يُطالبوا خزاعة بدمه، وقال: والله إنّي لأدري أني لم أُقتل بسهمهم، ولكن أخاف أن يسبوا بعدي، وذكر باقي الحديث (?).

وعن أبي يزيد المدني قال: جاء جبريل -عليه السلام-، فأخذ بيد النبيّ -عليه السلام-، فأجلسه على طريق المشركين، فمرّوا به قال: فيقول جبريل: مَنْ هذا؟ قال: فلان، ولم يسمّه، قال: كفيناك هذا في عينه، قال: ومرّ به آخر، فقال: مَنْ هذا؟ قال: فلان بن فلان، قال: كفيناك هذا في كليته، وجبريل أعلم بهم منه، قال: منهم من سألت حدقته على نحوه، ومنهم من أخذته في بدنه، فأمّا صاحب اليدين فمرّ برجل يرمي فتعلق سهم بردائه فقطع أكحله، فمات. وعن عكرمة: أخذ جبريل بظهر الأسود بن عبد يغوث فحناه حتى استوقف، فقال -عليه السلام-: "خالي خالي"، فقال جبريل عليه السّلام: دَعْه عنك فقد كفيتك.

وذكر الكلبي: أنّهم ماتوا جميعًا في يوم إلا أبا زمعة، فإنه عمِي يومئذ، ثمّ خرج إلى الصَّحراء ذات يوم ومعه غلام فأتاه جبريل -عليه السلام- وهو قاعد في أصل شجرة، فجعل ينطح رأسه بالشجرة ويضرب وجهه بالشوك، فاستغاث بغلامه فقال غلامه: ما أرى أحد يصنع بك شيئًا غير نفسك، حتى مات وهو يقول: قتلني ربّ محمَّد، قال: وأكل الحارث بن قيس السهمي حوتًا مالحًا، ويقال: طريًا، فلم يزل (?) ليشرب (?) عليه الماء حتى انقدّ فمات، وهو يقول: قتلني ربّ محمّد. قال: وخرج العاص بن وائل في يوم مطير وابنان له، فنزل شعبًا من الشّعاب، فلما وضع قدمه على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015