محدقة بالنار والريح والأرض إحداق قشر البيضة بما فيها، يدور على قطبين: قطب معلوم شمالي، وقطب موهوم جنوبي عند بعض الناس، وهي معلّقة بالقطب الشمالي من فوق الأرض كهيئة الكلية لا قطب لها من ناحية الجنوب عند بعض، وهي (?) مختصّة ببروج غير (?) هذه البروج الاثني عشر الفلكية عند بعض، فمن تلك البروج الصراح وهو بيت المعمور وسائر البروج مساجد الملائكة ومقاماتهم ومقامات الأنبياء والصِّدِّيقين والشهداء. {وَزَيَّنَّاهَا} حسّناها بصفاء لونها وبالشمس والقمر والكواكب.
{وَحَفِظْنَاهَا} بالكواكب المُنْقَضَّة التي هي رجوم للشياطين، قيل: ألم (?) تزل السماء محفوظة محروسة بهذه الكواكب المُنَقَضَّة؟ عن ابن عباس: أنّ رجالًا من الأنصار (?) أخبروه (?) أنّه بَيْنما هم جلوس مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (?) ليلةً من اللّيالي رمي بنجم فاستنار، فقال لهم (?) رسول الله: "ما كنتم تقولون في الجاهلية إذا رُمِي بمثل هذا"؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، كنّا نقول: مات الليلة عظيم ووُلد الليلة عظيم، قال -عليه السلام-: "إنه لا يرمى لموت أحد ولا لحياته، ولكن ربّنا تبارك وتعالى إذا قضى أمرًا سبّح حملة العرش ثم سبّح أهل السماء الذين يلونهم، ثم سبّح أهل السماء الذين يلونهم (?)، حتى يبلغ التسبيح أهل هذه السماء الدنيا، ثم يسأل أهل السماء السابعة حملة العرش: ماذا قال ربّكم؟ فيخبرونهم، ثم يسال أهل السماء السادسة أهل السماء السابعة، وكذلك حتى ينتهي الخبر إلى السماء الدّنيا فيحفظه الجني ليقذفه إلى (?) صاحبه