{وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا} اعترضوا على (?) الله للحساب {تَبَعًا} جمع تابع كحرس (?) وحارس ورصد وراصد، {فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا} يحتمل الإنكار على سبيل التعجيز والاستفهام والطلب على سبيل نفاد الجهل واعتقاد الكفر. وجوابهم بأن {لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ} يحتمل معنيين: {لَوْ هَدَانَا اللَّهُ} في الدنيا إلى دين الإسلام {لَهَدَيْنَاكُمْ} إليه وهذا على سبيل الاعتذار، والثاني: لو هدانا الله اليوم إلى محيص (?) لهديناكم إليه، ولكنه لم يهدنا فنحن باقون في العذاب. عن أبي بن كعب (?)، {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)} [المطففين: 6] قال: يقومون ثلثمائة عام لا يؤذن لهم فيقعدوا، وأما المؤمنون فيهون عليهم كما يهون المكتوبة. عن خيثمة قال: كنا عند ابن عمر فقلنا: إن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنهما -، قال: إن الرجل ليعرق حتى يسبح في عرقه يدفعه العرق حتى يلجمه، قال: وما ذلك إلا ما ترى الناس يفعل بهم، قال: فقال ابن عمر: هذا للكفار فما للمؤمنين؟ فقلنا: الله أعلم وما ندري، قال (?): فقال: يرحم الله أبا عبد الرحمن حدثكم أول الحديث ولم يحدثكم آخره، إن للمؤمنين كراسي يجلسون عليها ويظل عليهم الغمام ويكون يوم القيامة عليهم كساعة من نهار أو أحد طرفيه (?).
{بِمُصْرِخِكُمْ} بمغيثكم وناصركم، {بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ} بمن أشركتموني به يعني الله، عن الفراء (?). وقيل: بإشراككم إياي لم أعتقد في نفسي ما اعتقدتم في، وإنما يقيض الشيطان لهذا القول زيادة في التعيير واللوم والتقريع.