الخاتم فأستعمله لإصلاح مملكتك، وأما السرير فأجلس عليه لنظام أمرك، وأما التاج فليس من لباسي في الدنيا، قال الملك: إن لم تلبس التاج لم ألبسه إجلالًا لك واستنانًا بسنتك واقتداءً بك، فإنما أنا تابع لك، وبقيا بعد ذلك كذلك، أما يوسف فكالملك وأما الملك فكالطفل المولى عليه حتى اشترى بالميرة المدخرة صنوف أموال أهل مصر العين والحلي والمواشي والعقار (?) والرقيق، ثم استرق (?) بها أولادهم ورقابهم وهم شاكرون له معترفون برفقه ورحمته وحسن تدبيره، ثم قال للملك (?): كيف ترى ما صنع الله بي من لطفه وما خولني من نعمته، قال الملك: الرأي رأيك والأمر أمرك وأنا لك كبعض أهل مصر. فعند ذلك أعتقهم يوسف لوجه الله تعالى ورد إليهم أموالهم وردّ الخاتم والسرير إلى الملك بشرط الثبات على الملة الحنيفية وحسن الجوار مع أهل بيته، قالوا: فوفى له (?) الملك إلى أن توفي هذا الملك وقام مقامه قابوس بن مصعب (?) فهو الذي نكث العهد وارتد عن الرشد.
{وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} عام في المؤمنين وغيرهم، والدليل استفادة (?) الكافر المحسن في سيرته بقاء (?) الملك وحسن الثناء عليه، ولذلك خص المؤمنين في الآية الثانية بأجر الآخرة وهو ما أعدَّ الله للمؤمنين (?) في الآخرة فذلك خير.
{وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ} لما عزت الميرة بأرض كنعان وسمعوا بأن رجلًا يمير الناس قصدوه مع كل واحد منهم بعيره، فدخلوا عليه على زيّهم