{الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ} (?) و (العصر) استخراج المائع من الشيء بالغمز، وإنما سمي العنب خمرًا لأنه يؤول إليها {مِنَ الْمُحْسِنِينَ} لعلم التعبير.
وقول يوسف {لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ} الآية ليس بجواب عن سؤالهما ولكنه دعوة نبوته (?) وإظهار المعجزة، فإن ذلك عند وجود الفرصة كان أوجب عليه وأهمّ عنده من تعبير الرؤيا، فلذلك ابتدأ به. {بِتَأْوِيلِهِ} الضمير عائد إلى ما رأياه وسألا، وقيل: إلى الطعام، فإن أخذنا بالقول الأول ففائدته سرعة الجواب وذلك لا يكون إلا بوحي إلهي، فإن المستنبط يحتاج إلى تأمل واستخراج، وإن أخذنا بالقول الثاني فهو كقول عيسى -عليه السلام-: {وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ (?)} [آل عمران: 49] في محل الرفع لإسناد الإتيان إليه أو للابتداء وخبره ثم أخبر أن المعجزة النبوية مختصة بأولياء الله لا يؤتيها الكاذبين لئلا يلتبس النبي بالمتنبىء وقال: {إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ} وتكرارهم للتأكيد.
{مِنْ شَيْءٍ} أي شيئًا؛ فـ (من) صلة مؤكدة للنفي {ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا} دليل أن أسباب التوحيد مبتدأ من الله، وأن نعمة الدعوة عامة على الموقعين للإجابة، والمخذولين عنها بعد التمكين.
{أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ} سؤال على سبيل الإلجاء ومزية المدين الواجد، ظاهره يقال: لا يصلح سيفان في غمد وروحان في جسد.
{إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا} إن كان المراد عبادة المسميات أو عبادة ذوات الأسماء لم يتوجه الذم فإن الموحد يعبد شيئًا مسمى ونفى ذات اسم وهو محمود (?)، وإن كان المراد عبادة مسمّيات بغير أسمائها لم