قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: [إثبات الكلام لله تعالى.
وقوله: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا} [النساء:87]].
والحديث في لغة العرب هو: الكلام الذي يكون بحروف وأصوات.
قال المؤلف رحمه الله: وقوله: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا} [النساء:122].
وقوله: {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ} [المائدة:116].
{وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا} [الأنعام:115].
وقوله: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء:164].
{مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ} [البقرة:253].
{وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ} [الأعراف:143].
{وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} [مريم:52]].
ونلاحظ أن هذه الصفة جاءت بعدة صيغ، فجاءت بصيغة الكلام مباشرة كما في قوله تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء:164] وقوله: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ} [الأعراف:143].
وجاءت بصيغة القول: {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى} [المائدة:116] وغير ذلك من الآيات.
وجاءت بصفة الحديث، كما قي قوله: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا} [النساء:87].
وجاءت بصيغة المناداة، وكل هذه الصيغ تدل على معنى واحد، وهو صفة الكلام لله عز وجل وأنه بحروف وأصوات.
قال المؤلف رحمه الله: [وقوله: {وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الشعراء:10]].
وإذا سأل سائل: ما هو الدليل على أن الله يتكلم بصوت؛ قلنا: هذه الصيغ في لغة العرب لا تكون إلا بالصوت، فالقول لا يكون إلا بالصوت، والمناداة بشكل أخص لا تكون إلا بالصوت، فهذا معناها ومدلولها في لغة العرب، هذا فضلاً عن ورود أحاديث صريحة في الإتيان بنفس الصفة، مثل حديث: (يتكلم الله بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب).
قال المؤلف رحمه الله: [وقوله: {وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ} [الأعراف:22].
وقوله: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ} [القصص:65].
وقوله: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ} [التوبة:6].
وقوله: {وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [البقرة:75].
وقوله: {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ} [الفتح:15].
وقوله: {وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ} [الكهف:27].
وقوله: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} [النمل:76]].
فالقرآن معناه المقروء، والمعاني ليست مقروءة بدون ألفاظ، فبناء على هذا القرآن ليس هو المعنى الموجود في الله سبحانه وتعالى فإنه لا يسمى قرآناً؛ لأنه لا يسمى قرآناً إلا ما كان مقروءاً، ولا يكون مقروءاً إلا إذا كان هناك حروف وأصوات مسموعة يسمعها الإنسان.
وبالنسبة للعناوين ليست من ابن تيمية، وإنما هي من تصرف المحققين حتى يرتبوا الآيات وابن تيمية بدأ بقوله: (فمن آيات الصفات قوله وقوله وقوله) حتى ذكر عشرات الآيات في عشرات الصفات أيضاً، فالتوزيع والعناوين جاءت من المحققين، وفي بعض الأحيان تكون من دور النشر بهدف ترتيبها للطلاب.
قال المؤلف رحمه الله: [وقوله: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ} [الأنعام:92]].
و (كِتَابٌ) بمعنى: مكتوب فالقرآن كما أنه مقروء هو مكتوب، ولا يكون مكتوباً إلا إذا كان بحرف، والمعنى لا يكتب بدون حرف يمكن فهم دلالة المعنى من خلاله.
قال المؤلف رحمه الله: [وقوله: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} [الحشر:21].
وقوله: {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ * قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ * وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُم