معركة أحد

راحت قريش تعد العدة كي تثأر من المسلمين في أعقاب الهزيمة النكراء التي منيت بها في بدر، وأقسم أبو سفيان ألّا يمس رأسه ماء من جنابة حتى يغزو محمدا، فخرج في ذي الحجة على رأس مائتي راكب من قريش، تدفعه رغبة إنتقامية عاتية، ليبر بيمينه، وعندما بلغ مشارف المدينة، تسلل ليلا إلى أحياء بني النضير، وطرق الباب على أحد زعمائهم (حيي بن أخطب) ، فدفعه خوفه إلى أن يغلق الباب، فانصرف أبو سفيان إلى سلام بن مشكم، سيد بني النضير، آنذاك، فاستضافه وقدم له بعض المعلومات. وفي فجر اليوم التالي قام أبو سفيان بإرسال جماعة من أصحابه إلى ناحية (العريض) في المدينة فحرقوا نخيلها وقتلوا رجلا من الأنصار وحليفا له وهما يعملان في حرث لهما، ثم انصرفوا راجعين. وعندما انتشر نبأ الهجوم بين الناس خرج الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه لطلبهم، واستعمل على المدينة «بشير بن عبد المنذر» فلما أحس أبو سفيان وأصحابه أنهم مدركون تخففوا من أزوادهم ومعظمها من السويق، طارحين إياها في عرض الطريق، وتمكنوا من النجاة (?) .

وإذ شددت النتيجة التي تمخضت عنها معركة بدر من قبضة المسلمين على طريق مكة التجاري إلى الشام، قررت قريش من أجل أن تتجاوز هذا الحصار أن تسلك في تجارتها طريقا آخر، دلها عليه بعض العارفين، وهو الذي يتجه إلى العراق، صوب الشمال الشرقي بعيدا عن يثرب، وقد عبّر (صفوان بن أمية) عن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015