كقولك: إن تأتني آتك وأحسن إليك، وجازت إجابته بالنصب لما لم يكن واجبًا إلا بوقوع الشرط من قبله، وليس قويًا مع ذلك؛ ألا تراه بمعنى قولك: أفعل كذا إن شاء الله».
6 - وإنما يجوز مثل هذا الغلط عندهم لما يستهويهم من الشبه، لأنهم ليست لهم قياسات يستعصمون بها، وإنما يخلدون إلى طبائعهم، فمن أجل ذلك قرأ الحسن البصري رحمة الله عليه {وما تنزلت به الشياطون} 26: 210.
لأنه توهم أنه جمع تصحيح؛ نحو: الزيدون، وليس منه.
وكذلك قراءته {أدرأتكم به} 10: 16 جاء به كأنه من درأته، أي دفعته وليس منه، وإنما هو من دريت بالشيء، أي علمت به، وكذلك قراءة من قرأ: {عاد للؤلى} 53: 50، فهمز وهو خطأ منه. المنصف 1: 311.
7 - {ويلبسون ثيابا خضرا من سندس واستبرق} [18: 31].
في المحتسب 2: 29: «ومن ذلك قراءة ابن محيصن {من سندس واستبرق} بوصل الألف. قال أبو الفتح: هذا عندنا سهو أو كالسهو» ..
وفي البحر 6: 122: قد أمكن جعله فعلاً ماضيًا؛ فلا تكون هذه القراءة سهوًا.
8 - {وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون} [21: 109].
{وإن أدري لعله فتنة لكم} [21: 111].
في المحتسب 2: 68: «ومن ذلك ما رواه أيوب عن يحيى عن ابن عامر أنه قرأ بفتح الياء فيهما {أدرى}.
قال أبو الفتح: أنكر ابن مجاهد تحريك هاتين الياءين، وظاهر الأمر - لعمري - كذلك لأنها لام الفعل بمنزلة ياء أرمي، وأقضي، إلا أن تحريكها بالفتح في هذين الموضعين لشبهة عرضت هناك، وليس خطأ ساذجًا بحتًا، للتوهم أنها ياء الإضافة». البحر 6: 344.