مراعاة الخطاب أو الغيبة
1 - كنتم خير أمة أخرجت للناس [11:3]
أخرجت للناس: يجوز أن يكون صفة لخير أمة. وعلى هذا الوجه قد روعي هنا لفظ الغيبة، ولم يراع لفظ الخطاب، وهما طريقان للعرب، إذا تقدم ضمير حاضر لمتكلم أو مخاطب، ثم جاء بعده خبره اسمًا، ثم جاء بعد ذلك ما يصلح أن يكون وصفًا، فتارة يراعى حال ذلك الضمير، فيكون ذلك الصالح للوصف على حسب الضمير؛ فنقول: أنا رجل آمر بالمعروف، وأنت رجل تأمر بالمعروف، ومنه قوله تعالى: {بل أنتم قوم تفتنون} وقولهم: إنك امرؤ فيك جاهلية، قال:
وأنت امرؤ قد كثأت لك لحية ... كأنك منها قاعد في جوالق
وتارة يراعى حال ذلك الاسم، فنقول: أنا رجل يأمر بالمعروف، وأنت امرؤ يأمر بالمعروف، ومنه: (كنتم خير أمة أخرجت للناس) ولو جاء: (أخرجتم) لكان عربيًا فصيحًا. البحر 29:3
2 - ولكني رسول من رب العالمين * أبلغكم رسالات ربي [61:7، 62]
(ب) ولكني رسول من رب العالمين * أبلغكم رسالات ربي [67:7، 68]
أبلغكم: استئناف أو صفة لرسول ملحوظًا فيها كونها خبرًا عن ضمير متكلم، كما تقول: أنا رجل آمر بالمعروف، فتراعى لفظ (أنا)، ويجوز: يأمر بالمعروف، فتراعي لفظ رجل، والأكثر مراعاة ضمير المتكلم أو المخاطب، فيعود الضمير ضمير