فما بعد [إلا] لا يمكن أن يتسلط عليه زاد، ولا نقص، بل يقدر المعنى: ما زاد لكن النقص حصل له، وما نفع لكن الضر حصل، فاشترك هذا مع القسم الأول في تقدير [إلا] بلكن.

وإذا تقرر هذا فيكون قوله: {إلا أن تقولوا} استثناء منقطعا من هذا القسم الثاني، وهو ما لا يمكن أن يتوجه إليه العامل، والتقدير: لكن التعريض سائغ لكم».

[البحر 2: 228 - 229، الكشاف 1: 144، العكبري 1: 55 - 56، الجمل 1: 192، القرطبي 2: 1000].

2 - {وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم إلا أن يعفون} [2: 237].

في البحر 2: 235: «نص ابن عطية وغيره على أن هذا استثناء منقطع؛ لأن عفوهن عن النصف ليس من جنس أخذهن. قيل: وليس على ما ذهبوا إليه، بل هو استثناء متصل، لكنه من الأحوال، لأن قوله: {فنصف ما فرضتم} معناه: عليكم نصف ما فرضتم في كل الأحوال إلا في حال عفوهن عنكم. وكونه استثناء من الأحوال ظاهر .. إلا أن سيبويه منع من أن تقع [أن] وصلتها حالا، فعلى قول سيبويه يكون {إلا أن يعفون} استثناء منقطعا». [أبو السعود 1: 178، الجمل 1: 194، القرطبي 2: 1013].

3 - {لن يضروكم إلا أذى} [3: 111].

استثناء متصل مفرغ من المصدر المحذوف، التقدير: لن يضروكم ضررا إلا ضررا يسيرا.

وقال الفراء والزجاج: هو استثناء منقطع، والمعنى: لن يضروكم البتة، لكن يؤذوكم بما يسمعونكم. [البحر 3: 30، القرطبي 2: 1415 - 1416، العكبري 1: 82، بدائع الفوائد 3: 72].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015