15 - {ومن يفعل ذلك يلق آثاما* يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا * إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات} [25: 68 - 70].

في العكبري 2: 86: «استثناء من الجنس، في موضع نصب».

وفي البحر 6: 515: «ولا يظهر، لأن المستثنى منه محكوم عليه بأنه يضاعف له العذاب، فيصير التقدير: إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فلا يضاعف له العذاب، ولا يلزم من انتفاء التضعيف انتفاء العذاب غير المضعف.

فالأولى عندي: أن يكون استثناء منقطعا، أي لكن من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات، وإذا كان كذلك فلا يلقى عذابا البتة».

[الجمل 3: 269].

16 - {يا موسى لا تخف إني لا يخاف لدي المرسلون * إلا من ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء فإني غفور رحيم} [27: 10 - 11].

يبدو لي أن الفراء جعل الاستثناء متصلا في الآية على أحد توجيهين:

(أ) من خلط عملا صالحا وآخر سيئا فهو يخاف ويرجو.

(ب) المستثنى منه محذوف تقديره: إنما الخوف على غيرهم.

ثم عرض الفراء لرأي بعض النحويين، وهو أن [إلا] بمعنى الواو وضعف هذا الرأي بقوله: «ولم أجد العربية تحتمل ما قالوا، لأني لا أجيز: قام الناس إلا عبد الله، وهو قائم، إنما الاستثناء أن يخرج الاسم الذي بعد [إلا] من معنى الأسماء قبل [إلا]. وقد أراه جائزا أن تقول: عليك ألف سوى ألف آخر، فإن وضعت [إلا] في هذا الموضع صلحت، وكانت [إلا] في تأويل ما قالوا. فأما مجردة قد استثنى قليلها من كثيرها فلا». [معاني القرآن 2: 287].

نسب أبو حيان إلى الفراء القول بالاستثناء المنقطع. [البحر 7: 57].

وقال القرطبي: «وفي الآية قول آخر: وهو أن يكون الاستثناء متصلا، والمعنى إلا من ظلم من المرسلين بإتيان الصغائر التي لا يسلم منها أحد ..».

وقد يكون هذا شرحا لكلام الفراء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015