ومجاهد، ويحيى بن معمر ونصر بن عاصم ... تثنوني صدورهم، على تفعوعل ...».
قال أبو الفتح: «أما {تثنوني} فتفعوعل كما قال: وهذا من أبنية المبالغة لتكرر العين، كقولك: أعشب البلد، فإذا كثر فيه ذلك قيل: أعشوشب، وأخلولقت السماء للمطر، إذا قويت أمارة ذلك، وأغدو در الشعر: إذا طال واسترخى وأنشدنا أبو علي: (لحسان).
وقامت ترائيك مغدودنا ... إذا ما تنوء به آدها
وقرأت على أبي بكر محمد بن الحسن عن أبي العباس أحمد بن يحيى قول الشاعر:
لو كنت تعطي حين تسأل ... سامحت لك النفس واحلولاك كل خليل
وفي المحتسب أيضًا ص 319 - 320: وقرأ: {تثنون صدورهم} ابن عباس.
وأما {يثنون صدورهم} فإنها (تفعوعل) من لفظ (الثن) (ما هـ شوضعف من الكلأ) ومعناه أيضًا، وأصلها {تثنونين} فلزم الإدغام لتكرير العين، إذ كان غير ملحق. فأسكنت النون الأولى، ونقلت كسرتها على الواو فأدغمت النون في النون فصار {تثنون}.
في ابن خالويه: 59: {تثنوني صدورهم} ابن عباس ومجاهد، ونصر بن عاصم {لتثنوني} بزيادة اللام، ابن عباس {يثنوني} بالياء عنه».
وفي البحر 5: 202: «وقرأ ابن عباس وعلي بن الحسين ... {تثنوني صدورهم} بالرفع، مضارع اثنوني على وزن (افعوعل) نحو: اعشوشب.
وقرأ أيضًا ابن عباس ومجاهد .. {يثنوني} بالياء ... وقرأ أيضًا: {يثنون} وزنه (يفعوعل) من (الثن) بنى منه (افعوعل) وهو ما هش وضعف من الكلأ. وأصله (تثنونن) يريد مطاوعة نفوسهم للثنى، كما ينثنى الهش من النبات، أو أراد ضعف إيمانهم ومرض قلوبهم». معاني القرآن 2/ 3، الكشاف 2: 379.