{فأسر بأهلك} فالاستثناء تام مثبت.
هذا في الاتصال أما في الانقطاع فالمختار هو النصب على الاستثناء، وعلى ذلك جاء القرآن الكريم، لم يقرأ في السبع بالإتباع، وإنما جاء ذلك في الشواذ:
1 - {فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس} [10: 98]. في البحر 5: 192: (قوم) منصوب على الاستثناء المنقطع، وهو قول سيبويه والكسائي والفراء والأخفش، إذ ليسوا مندرجين تحت لفظ (قرية)، وقرئ بالرفع على البدل عن الجرمي والكسائي، الكشاف 2: 203 - 204 قال: «ويجوز أن يكون متصلا والجملة في معنى النفي، كأنه قيل: ما آمنت قرية من القرى الهالكة إلا قوم يونس، وانتصابه على أصل الاستثناء».
والاستثناء عند الفراء منقطع، معاني القرآن 1: 479 - 480، 167، انظر سيبويه 1: 366.
2 - {فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا} [11: 116]. في البحر 5: 271 - 272: «استثناء منقطع، أي لكن قليلا ممن أنجينا منهم نهوا عن الفساد في الأرض، هم قليل بالإضافة إلى جماعاتهم .. وقرأ زيد بن علي {إلا قليل} بالرفع، لحظ أن التحضيض تضمن النفي، فأبدل، كما يدل في صريح النفي». والاستثناء عند الفاء منقطع، معاني القرآن 2: 30: قال «ولو كان رفعا كان صوابا». وهو منقطع عند سيبويه أيضًا 1: 366.
3 - {وما لأحد عند من نعمة تجزى* إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى} [92: 19 - 20]. في البحر 8: 484: «وقرأ الجمهور {إلا ابتغاء} بنصب الهمزة، وهو استثناء منقطع، لأنه ليس داخلا في {من نعمة} وقرأ ابن وثاب بالرفع على البدل من موضع «نعمة» لأنه رفع، وهي لغة تميم» وانظر إعراب ثلاثين سورة ص 115 والقرطبي 8: 7179، والعكبري 2: 155، والمقتضب 4: 412 - 413.