والوجه الثاني: إن {آلهة} هنا نكرة، والجمع إذا كان نكرة لم يستثن منه عند جماعة من المحققين؛ لأنه لا عموم له، بحيث يدخل فيه المستثنى لولا الاستثناء».
وفي ابن يعيش [2: 89]: «فهذا لا يكون إلا وصفا، ولا يجوز أن يكون بدلا يراد به الاستثناء؛ لأنه يصير في تقدير: {لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا} فلو نصبت على الاستثناء فقلت: {لو كان فيهما آلهة إلا الله} لجاز» ذكر ابن هشام في المغني [1: 67 - 68] أن هذه الآية لا يصلح فيها الاستثناء، لا من جهة اللفظ، ولا من جهة المعنى, وانظر البحر [6: 304 - 305].
وقال الفراء في معاني القرآن [2: 200]: «(إلا) في هذا الموضع بمنزلة سوى، كأنك قلت: لو كان فيهما آلهة سوى أو غير الله لفسد أهلهما».
وانظر القرطبي [5: 4319].
2 - {والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم} [24: 6].
وفي العكبري [2: 80 - 81]: «{أنفسهم} نعت لشهداء، أو بدل منه ... والرفع أقوى؛ لأن (إلا) هنا صفة للنكرة».
في القرطبي [5: 4574]: «{أنفسهم} بالرفع على البدل: ويجوز النصب على الاستثناء» وعلى خبر (يكن).
وفي البرهان [4: 239]: «فلو كان استثناء لكان من غير الجنس؛ لأن {أنفسهم} ليس شهودا على الزنا؛ لأن الشهداء على الزنا نعتبر فيهم العدد، ولا يسقط الزنا المشهود به بيمين المشهود عليه وإذا جعل وصفا فقد أمن فيه مخالفة الجنس: فإلا هنا بمنزلة (غير) لا بمعنى الاستثناء».
3 - {وحفظناها من كل شيطان رجيم* إلا من استرق اسمع فأتبعه شهاب مبين} [15: 17 - 18]. أجاز العكبري في (من) أن تكون بدلا من كل شيطان ورد عليه أبو حيان وقال: يجوز أن يكون نعتا على خلاف في ذلك. البحر [5: 449 - 450]، العكبري [2: 39]